عندما وطأت قدماي أرض الإمارات للمرة الأولى، لم أكن أتوقع حجم الجمال الذي سأراه. كوني قادماً من الولايات المتحدة، كنت قد شاهدت صوراً لناطحات السحاب والصحراء، ولكن لا شيء يضاهي الأناقة والدفء الذي شعرت به في أبوظبي. شعرت وكأنني دخلت قصة خيالية حيث يلتقي المستقبل بالماضي العريق.
بدأت رحلتي بزيارة جامع الشيخ زايد الكبير المذهل، حيث الرخام الأبيض يتلألأ تحت السماء الزرقاء في مشهد لن أنساه أبداً. ومن هناك، توجهت إلى متحف اللوفر أبوظبي، حيث العمارة بحد ذاتها قطعة فنية. ومع غروب الشمس، وجدت نفسي أسير على كورنيش أبوظبي الجميل، مستمتعاً بنسيم الخليج العربي المنعش.
وهنا بدأت الحكاية الأجمل في رحلتي. فبالقرب من الكورنيش، زرت ما يمكنني تسميته الآن وبكل ثقة أفضل مطعم استيك في أبوظبي. بمجرد دخولي، استقبلني الشيف محمد، وهو شيف تركي ماهر للغاية. كانت مقابلة الشيف محمد تجربة رائعة بحد ذاتها، فقد عاملني بضيافة وكرم منقطع النظير، وكأنني ضيف في منزله وليس مجرد زبون.
بدأت بتناول البقلاوة التركية، ويا للهول! كانت بلا شك أفضل بقلاوة تذوقتها في حياتي، هشة وحلوة المذاق بشكل مثالي. ثم جاء طبق الاستيك، الذي كان مطهواً ببراعة فائقة ويذوب في الفم مع كل قضمة. إن لمسة الشيف الماهر وجودة اللحم الممتازة جعلت من تلك الوجبة تجربة لا تُنسى.
ودعت الإمارات بقلب مليء بالذكريات الجميلة. وبينما كنت في طريقي عائداً إلى أمريكا، نظرت من نافذة الطائرة وأنا أعلم أنني سأعود يوماً ما. أبوظبي لم ترني المعالم الجميلة فحسب، بل أرتني جوهر الضيافة الحقيقي.